كنت أستمع إلى أغنية لفوزي محسون، وبعد أن انتهت انتقل بي الساوند كلاود إلى صوت حسين نجار المميز الذي لا تخطئه الأذن يقدم سهرة العيد بصحبة نخبة من الفنانين الكبار، محمد علي سندي، محمود حلواني، فوزي محسون وسراج عمر ثم انضم إليهم الكاتب الغنائي صالح جلال.
ظننت في البداية أن السهرة إذاعية، ثم بعد أن بحثت عنها في محرك البحث اكتشفت أنها سهرة تلفزيونية. شعرت أنني وقعت على كنز، وكم أنا ممتنة لمن نقل هذا التسجيل لليوتيوب.
لا أعرف متى سجلت الحلقة، لكن تخيلوا أن تشاهدوا سهرة تلفزيونية بمناسبة العيد يتحدث فيها الضيوف عن المقامات الموسيقية، وأنواع الغناء، سهرة اجتماعية لأنها كانت تهنئة بعيد الفطر، ثقافية لأنك تتعرف فيها على أنواع الغناء في منطقة الحجاز، فنية حيث تستمع إلى أمثلة على المقامات النادرة يقدمها لك أشهر المطربين في ذلك الوقت بأصواتهم الرائعة.
سأنقل لكم ما سمعت لتعرفوا كم كان التلفزيون يقدم مادة ثرية وخلابة، في البدء الطريقة التي يتحدث بها حسين نجار والتي تبين عمق ثقافته واطلاعه على الموضوع الذي يتحدث فيه، في البداية طلب من كل فنان أن يعرف نفسه على الجمهور، وكل فنان بدءا من محمد علي سندي قدم نفسه بالعزف والغناء ثم ذكر اسمه.
خلال السهرة تستمع إلى حسين نجار وهو يسأل الفنانين عن المقامات التي أصبح الغناء بها نادرا مثل مقام المايا والجاركاه والحسيني، ويطلب من الفنانين أن يعرفوا المشاهدين على هذه المقامات من خلال الغناء بها. وهذا دفعني للبحث عن هذه المقامات ولماذا لم أسمع بها من قبل وعرفت أنها متفرعة من المقامات المعروفة، الجاركاه يتفرع من العجم والمايا من السيكا والحسيني من البيات.
تحدث أيضا إلى الموسيقي محسن شلبي عن أنواع الإيقاع لأهميتها في الموسيقى العربية، فتحدث الفنان بخبرته عن أنواع الإيقاع مثل الشرقين، الصنعاني، الرودمان، المجرور، العرضة والسامري. وأعطى مثالا على كل نوع.
مما ذكر أيضا في السهرة أنواع الغناء مثل الصهبة، الزومال والمجس.
كنت أتمنى أن أشاهد الحلقة كاملة، وبصورة واضحة لأن النقل في اليوتيوب كان غير واضح، وغير كامل.
أعرف أن الزمن تغير، وطريقة العرض تغيرت، لكن مازلت أتمنى أن يكون هناك شخص في الفضائيات الكثيرة والإعلام الضخم الذي يقدم كل شيء أن يمول برنامجا يقدم لنا جرعات ثقافية فنية تعليمية بطريقة تجعلنا نقدر الفن أكثر، ونفهمه أكثر.
وأتمنى من التلفزيون السعودي أن يعيد عرض الكنوز التي يملكها، أقول لكم إنها كنوز. أثق أن هناك من يعرف أهميتها وأهمية الحفاظ عليها، لكننا نريد أن نراها، لأننا وقت عرضها لم نشاهدها إما لصغر السن، أو منا من لم يخلق بعد.. أرجوكم لا تحرمونا منها.
