تقدّم متاحف دار الفنون الإسلامية في جدة تجربة فريدة تجمع بين عبق التاريخ وروح الإبداع، حيث تستعرض مقتنيات نادرة تجسّد روعة الفن الإسلامي في أبهى صوره، وتروي قصة الحرف والزخرفة والابتكار عبر العصور.
ويستقطب قسم الخط العربي اهتمام الزوار باعتباره أحد أبرز رموز الإبداع في الحضارة الإسلامية، إذ يُظهر كيف تجاوز الخط حدود الكتابة ليصبح فنًا تعبيريًا يعكس الجمال الروحي والإتقان الفني.
ويضم المتحف مجموعة مميزة من المخطوطات القرآنية والقطع الفنية التي تُبرز دقّة الصنعة وجمال الحرف العربي. ومن أبرز المقتنيات قطعة قماشية نادرة يبلغ طولها نحو مترين وستين سنتيمترًا، كُتب عليها ثلث القرآن الكريم بخطٍ غباري متقن لا تُرى تفاصيله إلا بالتأمل، في مشهد يجمع بين الإيمان والفن في تناغم مدهش.
كما يُعرض في المتحف جزء من مصحف نُسخ بخط إسماعيل الزهدي على ورق فاخر، زُينت فواصل آياته بإطارات مذهبة بدقة عالية، لتجسّد قمة الإتقان في فنون المخطوطات القرآنية.
ومن القطع الفريدة أيضًا لوحة فنية كُتبت فيها آية قرآنية حمل كل حرفٍ منها اسمًا من أسماء الله الحسنى، في عملٍ يجمع بين جمال المعنى وروعة التكوين الفني، ويعكس عمق الفكر الجمالي الإسلامي الذي جعل من الخط العربي رمزًا للروح والإيمان.
ويؤكد المتحف أن الخط العربي يمثل جوهر الفن الإسلامي وهويته الثقافية الخالدة، فهو ليس مجرد كتابة بل لغة بصرية تعبّر عن الإيمان والجمال، وتربط الماضي بالحاضر لتُلهم أجيال المستقبل.