أعلن مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن اختيار 18 فنانًا للانضمام إلى الدفعة الثانية من برنامج الفنانين الناشئين في فنون الوسائط الجديدة، وذلك للفترة الممتدة من نوفمبر 2025 حتى سبتمبر 2026. وتمثل هذه الدورة خطوة جديدة في دعم المواهب الإبداعية الشابة وتعزيز حضور الفنانين من المملكة والمنطقة العربية في مجالات الفن الرقمي والوسائط المتقدمة.
ويستمر البرنامج لمدة عام كامل، مقدّمًا مسارًا متكاملًا للتطوير المهني عبر استخدام مرافق تقنية متقدمة، وميزانيات إنتاج خاصة، وفرص تدريب وتعلّم بإشراف أساتذة زائرين من خبراء الوسائط الجديدة عالميًا. كما يتيح البرنامج جلسات إرشاد فردية مع فنانين دوليين متخصصين، ويختتم بمعرض سنوي بعنوان “استمرارية” يُعرض خلاله نتاج المشاركين للجمهور.
وتضم الدفعة الجديدة مجموعة متنوعة من الفنانين يمثلون تجارب عالمية متعددة. ومن السعودية تشارك كلٌ من فيّ أحمد التي تركّز أعمالها على الذاكرة الجمعية وارتباطها بالتكنولوجيا، ونجود البواردي المتخصصة في التقنيات الغامرة والأنظمة التفاعلية. كما يشارك فريق “فورسين” من هونغ كونغ، المكوّن من بات وونغ وكاتشي تشين، بتجارب واقع ممتد (XR) تبحث في أخلاقيات الرأسمالية الرقمية والوجود الافتراضي.
ومن الهند ينضم المصمّم والباحث هاربريت سارين، بينما تقدم المكسيكية غابرييلا إيتزل رييس جاسّو أعمالًا متمحورة حول الضوء والفضاء والإدراك الحسي. وتمثل الولايات المتحدة الفنانة هيبا نصرت علي التي تطوّر بيئات رقمية غامرة ذات طابع “سوماتيكي”. ومن اليمن يشارك عزّت مراد عباس علي شمسان بأعمال تستكشف الذاكرة وتحولات المدن والسرديات ما بعد الاستعمار عبر وسائط رقمية غامرة.
كما ينضم الفنان الأوغندي نويل أبيتا بتجارب صوتية بصرية تعتمد على الضوء والصوت، وديكلان كولكويت من المملكة المتحدة، عضو الثنائي “Y7”، المختص بأعمال الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التوصيات. أما الروسي إيفغيني بوبوف فيقدّم مشروعات تعتمد على الأنظمة التوليدية والليزر والصوت لابتكار بيئات حسية.
ويمثل مصر أربعة فنانين: عمر عادل الذي يدرس المشهد الجغرافي الشعري وعلاقته بمستقبل الخليج، وأحمد أيّوبي الذي يناقش الأبعاد الاستعمارية للذكاء الاصطناعي عبر بيئات تفاعلية، ومينا الشاذلي التي تستخدم الفيديو التناظري والتطريز في أعمال تستكشف التحول والتحلل، إضافة إلى دينا خليل المتخصصة في الواقع الممتد (XR) وابتكار تجارب تفاعلية تحتفي بالتنوع الثقافي.
ومن الكويت تشارك المعمارية والباحثة بدرية السالم بأعمال تستكشف علم الفلك العربي والمنطقيات الزمنية، فيما تقدم الصينية ليندا دونغ تجارب وسائط متعددة تعالج الاغتراب الثقافي والهوية والذاكرة. ويختتم القائمة الفنان ياسر ثاني (نيجيري–سوداني) الذي يجمع بين الواقع الغامر والتصوير الفوتوغرامتري لبحث الذاكرة الثقافية.
ويأتي برنامج الفنانين الناشئين بالشراكة مع الأستوديو الوطني للفنون المعاصرة “لوفرينوا” في فرنسا، ضمن جهود وزارة الثقافة لتعزيز التقاطع بين الفن والتقنية ودعم البحث الإبداعي والأكاديمي.
يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل يقع في قلب حي الطريف التاريخي المدرج ضمن قائمة اليونسكو، ويواصل ترسيخ مكانة الرياض كوجهة عالمية رائدة في فنون الوسائط الجديدة عبر تمكين الجيل الجديد من المبدعين.