فلتة زمانه!!
![]() | ![]() | |
((فلتة زمانه !!))
في بداية كل شاعر سابقاً، كان يخشى من أن يرى قصيدته ناقد لكي لا يحطم ما بقى من عزيمته لكتابة المفردات المعبرة عن ما يجول في قلبه من إحساس و خيال....
نعم !! لقد عايشت ذاك الزمن الماضي القريب، الذي يربكنا فيه مرور الناقد على احدى قصائدنا آنذاك، حيث كنا ننتظر تعليقه بفارق الصبر، و إن قرأ القصيدة ولم نرى الرد، يكون ذلك سلاح ذو حدين، أما أنها لم تنل إعجابه ولم يعجبه الأسلوب الذي كُتبت به القصيدة، أو أنه لم يجد ما ينتقده فحزم أمتعته و اختار الخروج بهدوء.....
أما في هذا الوقت الذي نعيشه، فلم نعد نخاف مجموعة النقاد الجدد، فهم أشبه (بالأراقوزات) التي تضحك الناس وتسعى لإمتاعهم، و تهتم في تسلية الأطفال للحفاظ على هدوء أعصاب أرباب الأسر، والمحافظة على انخفاض نسبة الصداع في رؤوس الأمهات ...
نقطة نظام :>>
لا أستطيع أن أظلم جميع النقاد، فهناك نقاد نفرح بانتقاداتهم البناءة الجميلة التي تدل على ثقافتهم الشعرية ومتابعتهم للتطورات الحديثة للقصيدة النبطية بشكل عام...
عودة:<
صديقنا الناقد (فلتة زمانه) الذي يتمشى بين المنتديات الأدبية ويأخذ من كل بحر قطرة، ويحفظ له انتقادين أو ثلاثة من كتابات الناقد الكبير المبجل، يحاول أن يقلد ما يكتبه الناقد الكبير في تعقيباته على قصائد الشعراء.
عندما يصل إلى قصيدة من قصائد الشاعر الجميل (فلان بن فلان)، يقتبس منها بيتين أو ثلاثة أبيات، ويبدأ بتشريح الأبيات على مزاجه العبقري ، فمرة ً يقول له أن هذه الأبيات مكسورة، ومرة يقول له أن هذه الأبيات لا تصلح لأن تكون في القصيدة، ومرة يقول له: ( أنت وش لك بالشعر ..؟؟!!)...
وينتقل إلى الشاعر (الفلاني) فيقتبس بيتين من أجمل ما كـُتِبَ في النص المشَرّح في قسم الطوارئ تحت يدين الناقد (فلتة زمانه)، فمرة ً يقول له بأن هذه الأبيات تحتوي على كلمات مطوعة لكي تكون في هذا البيت، أو يتفلسف حضرة الناقد الجليل (فلتة زمانه) ويقول له: إن هذه الأبيات أتت حشوًا في القصيدة، أو أن الشطر الذي يُكَمِل جمال البيت ما هو إلا
(حشو) في البيت، لم يتبقى سوى أن يُقال للشاعر (طباخ) وينادى حسب انتسابه لبلده، على سبيل المثال ( الطباخ البحريني، الطباخ السعودي، الطباخ القطري ..إلخ) .
وأنا أراهن على أن هذا الناقد المبجل ( فلتة زمانه ) لا يعرف ما معنى كلمة
زحف، أو ما معنى كلمة تطويع أو حتى حشو... لأنه لم يتعلمها في مدرسته المسكينة (حفظ ما قيل من قبل)، فهو ممن ينطبق عليهم المثل (مد ريولك على قد لحافك)، و بالإمكان أن ينطبق عليهم المثل المشهور ( اللي ما يعرف الصقر يشويه ) أيضًا، فهم مجموعة ٌ من المساكين، شحاذي الشهرة، المتسلقين على ظهور شعراء مبدعين لهم جمهورهم ومتابعيهم ...
من الواضح أنه لم يعد ذلك الخوف يراود الشعراء في الآونة الأخيرة، فقد أصبح النقاد، هم أصغر الشعراء الخارجين عن نطاق التغطية في ساحة الشعر الشعبي الخليجية، فهم يعتبرون كل من خرج في برنامج إذاعي أو برنامج تلفزيوني، و ألقى له قصيدتين و أصبح مشهورًا، بالإمكان أن يصبح ناقدًا، أو ناطق رسمي باسم \"الفراهيدي\" من ناحية الأوزان، و من ناحية المعنى والتنظيم بين الأبيات، يأخذ دور العقل المدبر، لا يعلم أن الشاعر الذي ينتقده، هو في الأساس أقوى شعرًا وثقافة ً شعرية منه، ولكنه يصر على انتقاد ما يكتبه، وكأن ما يدفعه إلى ذلك الغيرة، وكأنه والشاعر زوجتين والقصيدة الرجل .....
قد يكون هذا الناقد المبجل (فلتة زمانه) ما هو إلا تلميذ في مدرسة الشاعر الذي ينتقده (فلتة زمانه)، ولكنه لم يستوعب دروسه بالشكل الصحيح.
وقد يكون السبب في ذلك الغرور الذي يسيطر على بعض الشعراء الشباب الذين تلقوا في بداية طريقهم تشجيعًا من أحد الشعراء الكبار، أو متابعة بسيطة من الجمهور الذي لا يمت له الشعر بصلة، ويعتبر الشعر (مسخرة) أي (سوالف وضحك) ولا يدري أن الشعر رسالة يمكن أنه تربي أجيال، ويمكن أن يصحصح ضمير أمة بأسرها، فهو كالسيف، ولكنه يحارب بصمت ٍ عميييييق ....
قبل الختام:>/>
أخي الشاعر، لا تستمع إلى ناقدنا المبجل (فلتة زمانه) فقد ينتهي بك المطاف إلى ترك الشعر نهائيًا ...
و إذا قضي الزمن أن تقرأ ما كتب، فاقرأ ما كتب و اضحك بصوتٍ مرتفع كي تستوعب أن هذه النكتة ( المهزلة ) النقدية التي لا يعرف كاتبها ما تعني ما هي إلا مزحة ناقد مبجل كبير يدعى (فلتة زمانه) ...
الختام: ><><
إلى الناقد المبجل (فلتة زمانه)، عليك بالالتحاق بمدرسة من مدارس النقد البناء الهادف، قد يكون هناك أمل، ولو أن هذا الأمل ضئيل، في أنك تستوعب ما يحتاج إليه الناقد لكي يصبح ناقدًا، كما عليك التخلي عن غرورك الذي بدأ شيئًا فشيئًا يبيدك من بين صفوف الشعراء الذين يتسلقون الجبل الشاهق بأمان، لا مبالين لما تقوله أنت ورفاقك المبجلين.
ارتكبه هنا
محمد آل مبارك | ||
![]() | ![]() |