تسعى الفنانة الشابة سكينة الضامن إلى تجديد فن “القط العسيري” التراثي، وهو أحد أعرق الفنون الجدارية في المملكة، عن طريق دمجه بأساليب عصرية مبتكرة. تهدف الضامن إلى الحفاظ على هذا الفن من الاندثار وتعريف الأجيال الجديدة به خارج منطقته الأصلية. بدأت رحلتها مع هذا الفن من خلال دورة قدمتها جمعية “حرفة”، حيث اكتشفت أنه عالم فني دقيق له أصول وقواعد صارمة. نشأ فن القط العسيري في منطقة عسير وكان جزءاً من الحياة اليومية، حيث كانت النساء يزينّ جدران المنازل بأشكال هندسية ونقوش مستوحاة من البيئة بألوان زاهية مستخرجة من الطبيعة.
ما يميز هذا الفن هو ارتباطه بضوابط محددة، حيث كل شكل له دلالة معينة تمنحه هوية بصرية فريدة. تعبر الضامن عن شعورها بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هذا الفن، خاصةً في المنطقة الشرقية حيث قل الوعي به. لذا، قررت تجاوز الطرق التقليدية ودمج الفن مع مهاراتها في صناعة “الكروشيه”.
تخطط لتصميم دمية فريدة تحتاج لأكثر من 20 ساعة من العمل، تكون ملابسها مزينة بنقوش القط العسيري، لتصبح قطعة فنية تجمع بين الحداثة والأصالة. تواجه الضامن تحديات تقنية، مثل الرسم على الأجسام الكروية. تأمل أن تنتشر ثقافة هذا الفن في جميع مناطق المملكة، وتدعو إلى تخصيص مساحات دائمة لعرضه في المهرجانات والمراكز الثقافية، مؤكدةً على أهمية تطويره لضمان استمراريته وتفاعله مع الأجيال المقبلة.