ماجدة الرومي
الفن الجميل ليس بحاجة لمناسبات للكتابة عنه. أكتب عن ماجدة الرومي اليوم لأنني ببساطة وجدت نفسي عالقة في سماع أغنيتها “لو تعرف شو بحبك” وأدهشني أن أعرف أنها من كتب كلماتها، الأغنية ليست جديدة، صدرت في آخر ألبوم لماجدة والمعنون بغزل عام 2012. وبعد البحث اكتشفت أن ماجدة كتبت العديد من أغانيها، منها الأغنية التي أحب بشدة والتي نجحت نجاحاً مبهراً عند صدورها اعتزلت الغرام عام 2006 والتي كانت عودة للتعاون بين ماجدة وملحم بركات. كل الأغنيات المكتوبة باسم نهى نجم هي لماجدة، هذا هو الاسم المستعار الذي اختارته.يمكن بسهولة تصور مطربة كماجدة الرومي تكتب الشعر، حين تسمعها تغني، تصفو روحك، تسمو، تسافر بخيالك إلى كل جميل في الحياة، بمقدورك أن تشم رائحة زهور، أن تشعر بماء البحر يداعب قدميك، وأن النسيم يطيّر خصلات شعرك. هذا الصفاء العجيب في صوتها، الرقة والقوة معاً، هما ماجدة الرومي.صوتها مزيج من النغمة الشرقية والغربية، يظهر ذلك جلياً حين تغني الطبقات العالية، وهي ميزة وليست عيباً، في رأيي المتواضع.في بداية مشوارها الفني مثلت فيلم الابن الضال مع المخرج العبقري يوسف شاهين. كانت ابنة 17 سنة، شاهدت هذا الفيلم مرات عديدة، هو أحد الأفلام المفضلة لدي ليوسف شاهين. الأغنيات التي غنتها في ذلك الفيلم مذهلة، وتظهر مدى موهبة ماجدة منذ ذلك الوقت.أول ألبوم لها كان في العام 1977، الفن الرائع لا يموت، لذلك لا نزال نسمع أغنيات هذا الألبوم وكأنه صدر البارحة، سأذكركم به وستعرفون أنني لا أبالغ، مطرحك بقلبي، عم يسألوني عليك الناس، خدني حبيبي.
في كل ألبوم هناك أغانٍ ستظل تتردد، تظل خالدة، جديدة، قادرة على شد انتباهنا والاستحواذ على مشاعرنا.
أنا عم بحلم، بيروت ست الدنيا، إنت وأنا، اسمع قلبي، كلمات، كن صديقي، مع جريدة، سقط القناع، عيناك، أحبك جداً، اعتزلت الغرام. بالإضافة إلى الأغنيات التي أعادت غناءها مثل أنا كل ما أقول التوبة لعبدالحليم حافظ، وأنا قلبي دليلي لليلى مراد.
لكل منكم القائمة التي يحبها لماجدة الرومي، ما سبق كانت القائمة التي أعشق من أغانيها.
تحدثت عن الفن والأغاني، لكن ماجدة الإنسانة أيضاً تذهلني، أحب الاستماع إليها في لقاءاتها، أحب مشاهدتها، الطريقة الراقية التي تقدم بها نفسها، الخدمات الإنسانية التي تقوم بها، ما تؤمن به، نبرة صوتها وهي تتحدث، المشاعر العميقة، الصاخبة، والتي تتحكم بها جيداً كي تصل إليك كما تريد هي، كي تستوعب بالكامل ما تقول، تنقل إليك أحاسيسها برقة، وصلابة وعنفوان.
الفنان بصفة عامة لابد أن يكون ثورياً ومختلفاً، أن يتمكن من أن يكون كذلك، وفي ذات الوقت قادراً على التحكم في تصرفاته كي تخرج بهذا الرقي مسألة صعبة ونادرة. مسألة حققتها ماجدة الرومي.