بدأت حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين وهي حملة تستحق التقدير، ويمكن إنجاحها إذا ما توفرت أسباب النجاح ومن أهمها توفر الرغبة الصادقة لدى القطاع الخاص لتوظيف السعوديين.
وبعد ذلك توفر المؤهلات والقدرات المطلوبة في طالبي العمل حسب تصنيف الوظائف الذي يحدد متطلبات شغل الوظيفة. فإذا كانت الفرصة الوظيفية متاحة بمعنى انها شاغرة أو مشغولة بغير السعودي، ويملك المواطن ما يؤهله لشغلها، فمن البديهي أإن يتم توظيفه تنفيذاً لسياسة السعودة ولوائح وانظمة التدريب.
ويضاف لتلك الأسباب عنصر الوضوح في العقد بين الطرفين، الطرف الموظف، وطالب الوظيفة. مطلوب من الشاب السعودي ان لا يندفع بدافع الحاجة الى القبول بالوظيفة أو توقيع الاتفاقية دون أن يكون ملماً بتفاصيلها ومدركاً لحقوقه وواجباته.
ومطلوب من القطاع الخاص الثقة بالموظف السعودي وإعطاؤه فرص التوظيف والتدريب مثلما اتيحت لغيره من قبل من غير السعوديين. سوف نتفاءل بهذه الحملة رغم اني بعد اطلاعي على البيانات المصاحبة لحملة العمل والتوظيف قفزت في ذهني بعض التساؤلات والملاحظات.
في هذه البيانات صفحة تتضمن بيانات طلبات الوظائف من الأفراد، وفي الصفحة الثانية بيانات تتضمن عروض الوظائف من الشركات والمؤسسات.
أطرح علامة استفهام أمام طالب عمل يحمل الثانوية الصناعية، ومن الطبيعي أن تكون رغبته الأولى ميكانيكي تمديد شبكات انابيب نفط، أما رغبته الثانية فتثير علامة استفهام حيث يرغب بأن يكون كاتب استقبال عام، وفي الرغبة الثالثة يريد أن يكون حارساً!
وعلامة استفهام أخرى أمام طالب عمل يحمل شهادة الثانوية العامة ويسرد رغباته على النحو التالي: مشرف خدمات عامة في فندق، مرشد سياحي عام، مدير رعاية شباب ورياضة، هذا الشاب يسرد هذه الرغبات رغم انه في خانة الدورات ليس لديه أي دورة وهو حديث التخرج وهذا يعني انه لا يمتلك الخبرة المطلوبة.
أما في البيان الذي يتضمن تقديم العروض فالملاحظة الأولى عليه انها كلها من نصيب الرجال، والملاحظة الثانية ان معظم الوظائف المعروضة هي وظائف صغيرة جداً ومؤهلاتها المطلوبة تتراوح بين الابتدائي والمتوسطة والثانوية باستثناء عدد قليل جداً يتطلب الشهادة الجامعية.
وفي ظني ان هذه قد تكون ظاهرة تحتاج الى دراسة خاصة ان معظم المتقدمين للعمل هم أيضاً من حملة المؤهلات الثانوية فما دون.
ويبدو أن بعض الأفراد طالبي الوظائف بحاجة الى جرعات تثقيفية لتدريبهم على كيفية التقديم، فمن غير المنطقي ان يتقدم من يحمل دبلوماً من المعهد المهني ويقول ان رغبته الاولى أن يكون حاسب كميات، والثانية مدير فندق، والثالثة مديرا عاما، وليس لديه رصيد من الدورات التدريبية!! ومتخرج عام 5241هـ .
هذه التفاصيل لن تعيق حملة التوظيف ولكن لابد من الالتفات إليها وتسليط الضوء عليها حتى لا تستغل لإعاقة هذه الحملة الوطنية الجميلة.