نجم أمير الشعراء كريم معتوق في “مرثية الدار”

رملُ الإماراتِ قبلَ الناسِ قد جَزِعا
هذا الفراقُ الذي قد أيقَظَ الوَجَعا
لمّا خليفةُ قالوا قد مَضى فَكَبا
نخلٌ على العشبِ حتى كادَ أنْ يَقَعا
والحُزنُ كالبحرِ كادَ اليأْسُ يرفَعُهُ
لولا التّأَسّي بصبرٍ هاج واتَّسَعا
قد صارَ للرملِ حِسٌّ في تماسُكِهِ
كمْ لانَ حتّى غَدا في الحُبّ مُتّبِعا
يبكي خُطاهُ التي مرَّتْ عليه فتىً
وخطَّ فيه مِن الآثارِ ما ارتَفَعا
* * *مُستَعْصِمونَ إلهي أنتَ حافِظُنا
مِن هالةِ الرُزْءِ إنْ عاثتْ بنا طَمَعا
تَسْتَمطِرُ الدمعَ لا تَرضى بتعزيَةٍ
إذا «خليفةُ» مَن أبقى لنا الهَلَعا
مُستعصمونَ بصبرٍ ليس يحمِلُنا
لمّا رأى الهولَ مِن أطرافِهِ جُمِعا
كأنّما جاءَ مِن أقْصى البلادِ لنا
يَنوءُ بالحِمْلِ مُكتَظّاً ومُنْدَفِعا
يا مالِكَ اللُطفِ.. ربّي لو تُخَيّرُنا
ارْفِقْ بشعبٍ، أَزِلْ مِن قلبِهِ الفَزَعا
مرثيّةُ الدارِ هذي جِئتُ أنْفُثُها
حلّتْ على الصدر واختارَتْهُ مُنْتَجَعا
* * *أبي خليفةَ، هذا النعْيُ بَدَّدَنا
كأنّما الحُزنُ في أعماقِنا رَتَعا
كم سِرْتَ فينا لأمنٍ كنتَ تَنْشُدُهُ
حتى بلغْنا المَعالي والأمانَ مَعا
مددْتَ للشعبِ قلباً كي تُطَوِّقَنا
حبلاً مِن الطيبِ كالإيمانِ ما انقَطَعا
واخترْتَ ذا اليومَ بُعداً لستَ مُبدِعَهُ
قد ماجَ بالروحِ والأفراحِ واقْتَلَعا
لا تَرتَضينا بكاءً، نحنُ نعرِفُها
ذي عادةٌ فيكَ شَرعٌ منك قد شُرِعا
للموتِ عزمٌ وأنتَ الدارُ آمنةً
ومَنْ رآكَ حياةً غيرُ مَن سَمِعا
* * *ناعيكَ يا سيدي قد جاءَ مُلْتَحِفاً
بهِمّةِ الشعب لمّا بالأسى فُجِعا
فنحْمَدُ اللهَ، هذا الشعبُ طينَتُهُ
إذا أحبَّ ففي إخلاصِهِ صَدَعا
ونحمَدُ اللهَ، هذا الشعبُ إن جُمِعتْ
له المكارهُ ما أقْعى وما خُدِعا
ونحمدُ اللهَ أنّ الشعبَ مُحتَكِمٌ
لكلِّ عهدٍ إلى حُكّامِهِ قُطِعا
ونحمدُ اللهَ، هذا الشعبُ يسْكُنُهُ
حبُّ البلادِ ومِن تاريخِها رَضَعا
ونحمدُ اللهَ أنَّ الدارَ آمنةٌ
أنْفُ المهانةِ مِن قاموسِها جُدِعا
ونحمدُ اللهَ، هذا الشعبُ رايَتُهُ
بيضاءُ بالطُهْرِ عمَّا شابَها امْتَنَعا
ونحمدُ اللهَ فيما يَرْتَضيهِ لنا
ونسألُ الصبرَ إنَّ الصبرَ قد دَمَعا
ونحمدُ اللهَ، إنَّ اللهَ ألْهَمَنا
بالصبرِ حتى طَوَيْنا بعدَهُ الجَزَعا
وأَخْلَفَ الدارَ مَنْ طافَت أصابعُهُ
تُلمْلِمُ الشعبَ حتى صارَ مُدَّرِعا
وقالَ للشعبِ إنَّ الدارَ واحدةٌ
محمدُ الخيرِ فيهِ الوعدُ قد زُرِعا
أمانةُ الشعبِ في كفَّيْهِ راضيةٌ
أمناً من الخوفِ مُذْ داعي الوَلاءِ دعا
كأنّما الشعبُ والحُكّامُ إذ صمَدوا
كيما نرى الهمَّ فوقَ الدارِ قد قُشِعا
اللهُ اللهُ.. وارتَدَّتْ ودائعُهُ
أمْسى الإيابُ إلى الرحمنِ مُرْتَجَعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار مشابهة

فُجعت الساحة الشعرية، اليوم (الأربعاء)، بوفاة الشاعر عبدالله السميري في العاصمة الرياض، الذي أصيب أخيراً بضعف في عضلة القلب، ووُجد صباح اليوم متوفى على فراشه، ولم يكن لديه أي مضاعفات في الليلة السابقة، ما يرجح بأن وفاته (بحسب مقربين منه) كانت طبيعية. والسميري من أبرز الشعراء السعوديين الذي أجادوا بجزالة مطلقة حبك وسبك القصيدة النبطية، […]

الأمير بدر بن عبدالمحسن في ذمة الله وفاة الامير بدر

يعرض على قناة أبوظبي البرنامج الجماهيري ( شاعر المليون ) وتعتبر هذه الحلقة هي الحلقة الأولى في المرحلة الثالثة والأخيرة في هذه المسابقة التي شهدت منافسات كبيرة بين الشعراء ، حيث حصرت المنافسة حاليا بين ستة شعراء للحصول على لقب شاعر المليون والفوز بالجائزة ، والشعراء هم عبدالرحمن الشمري من السعودية، محمد حمد بن فطيس […]

تحدث المنشد فهد مطر في لقاء له مع برنامج الصياهد والضيوف عن تلقيه فاتورة لإحدى شركات الاتصالات التي تجاوزت قيمتها الـ 10 مليار ريال سعودي. حيث قال خلال اللقاء على قناة الصحراء بأنه قام بدفع مبلغ 10 مليار و 800 ألف ريال سعودي، مشيرًا إلى أنه قام بدفع المبلغ كاملًا لإعادة خدمات الاتصالات له. صرح […]

يقترب معرض الكتاب المقام حالياً في الرياض من لفظ أنفاس أيامه الأخيرة نهاية الأسبوع بعد أن أشعل صراعاً ثقافياً دينياً على أعلى المستويات , حيث يضم المعرض الذي افتتحه وزير الأعلام السعودي إياد مدني برعاية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أن استلمت وزارة الإعلام تنظيم المعرض بدلاً من وزارة التعليم العالي ,, وقد واجه […]

تم أضافة قصائد صوتية للشاعر تركي عواد يمنكم أضافة قصائد الشاعر تركي عواد عبر موقعنا ونفيدكم بأن مساحة التخزين لكل شاعر مفتوحة رابط البوم الشاعر تركي عواد