تفاصيل صغيرة
البحث عن معلم
هناء حجازي
أمارس الفن التشكيلي منذ فترة طويلة جدا، كهواية، تعلمت تقنياته من خلال الكتب، كان ذلك في زمن لم يكن هناك إنترنت أو يوتيوب أو كل القنوات التي جعلت التعليم سهلا وفي متناول اليد، لكنه خفيف وغير عميق. لا أعرف إذا كان معي حق في عبارتي الأخيرة أم لا، لكنني لا أجد الأجيال الجديدة أكثر اطلاعا أو معرفة أو ثقافة، مع أن ما كنا نبحث عنه في أيام في المكتبات أصبح ميسرا بضغطة زر.
رحلاتي في الغالب قصيرة، لذلك لا أملك الوقت كي أبحث عن دورة لتعليم الرسم أو الفن التشكيلي، على الرغم من رغبتي الشديدة، لكنني نجحت هذه المرة في إيجاد معلمة.
جان هي فنانة هولندية تعيش في فانكوفر، متزوجة من كندي ولديها مرسم تمارس فيه عملها بالإضافة إلى تعليم من يرغب في تعلم الرسم، هناك أيضا أماكن عامة تقوم بالتعليم فيها، وأيضا الرحلات الفنية التي تقوم بها في هولندا، حيث تعلم الرسم أثناء رحلة نهرية تطلع فيها الطلاب على أهم المعالم الفنية في هولندا.
ذهبت إلى جان ثلاث مرات. علمتني فيها بعض التقنيات التي كنت أجهلها. هذه المرة الأولى التي أحظى فيها بمعلم خاص. طوال دراستي في الطب وقبل ذلك في سنوات الدراسة العادية لا أتذكر أبدا أنني احتجت إلى معلم خاص.
ليس شعورا سيئا في الحقيقة، أن تنعم بشخص يعلمك حسب احتياجاتك، لك وحدك. يشرح ويعلم وكل ما لديه يصبح ملكا لك لمدة ساعة أو ساعتين من الزمن.
لكن بالرغم من ذلك كنت أفضل لو كان لدى جان طلاب آخرون معي، أستمع لها وهي تعطيهم نصائحها بدل التوجيه المركز علي.
الفن التشكيلي شغفي الذي لم يفتر منذ الطفولة، لكنني لم أتمكن من تحقيقه والسعي وراءه لأنه في وقتي لم يكن هناك تخصص فن تشكيلي، ربما حتى الآن لا يوجد هذا التخصص كما هو معروف في الدول الأخرى، لست نادمة لأنني درست الطب، لكنني أتساءل لو كانت هوايتي دراستي ماذا كنت سأصبح، لم أتعود أن أسأل نفسي أسئلة من هذا النوع.. لذلك سأتوقف.
أتحدث عن جان وتعليم الفن لأن هناك فنانين غاضبين من دورات تعليم الفن التشكيلي التي تقام عندنا من قبل فنانين مبتدئين أو غير مؤهلين، وردي الدائم عليهم، هل هناك بديل.. إذا كنتم تعترضون على هذه الدورات فقوموا أنتم بها إذا كنتم مؤهلين لذلك.. بالنسبة لي لا أحب أن نلعن الظلام، وهذه الدورات بمثابة شمعة في ظلام غياب المعاهد المؤهلة.. ليس لدينا جان.. فلنشكر من يقومون بدورها حتى لو لم يكن لديهم موهبتها وتاريخها ومؤهلاتها.