الموهبة وحدها لا تكفي

الموهبة وحدها لا تكفي

أن تكون موهوبا لا يعني أن يكون لديك بطاقة نجاح، أو عصا سحرية، الموهبة وحدها لا تكفي، وحين ننظر حولنا نجد كميات هائلة من المواهب الملقاة على الطريق، والناجحون الذين نراهم من فنانين أو كتاب ليسوا بالضرورة الأعلى موهبة، لكنهم في الأغلب كانوا القادرين على التعامل مع موهبتهم ورعايتها، أعتقد أن رعاية الموهبة هي موهبة بحد ذاتها.

نقول دائما لأنفسنا إننا في بلدان لا تعنى كثيرا بالموهوب، أو أننا لا نعرف أين نذهب كي ننمي مهاراتنا أو موهبتنا، لكن الحال ذاته في البلدان المتقدمة، الشخص الذي لا يرعى موهبته، لن يصل حتى لو كانت هناك الكثير من المؤسسات المتوفرة أو المعاهد المخصصة.. الخ.

عندنا، الفن التشكيلي، الموسيقى، التمثيل، الغناء هذه المواهب التي ربما لا تجد طريقا معبدا وسهلا كي تصل من خلاله، كي تصل إلى الإتقان، كي تتدرب، لكن لا بأس، لا بد من الإصرار، والبحث، وخلق طرق جديدة، وبديلة، الحاجة أم الاختراع كما نعرف، والموهبة الصادقة لا بد لها أن تبحث عن بديل للمدارس الرسمية الموجودة في البلدان الأخرى، المهم ألا تقف، وألا تعتقد أنه لعدم وجود رعاية فإن من حقها أن تقدم فنا غير مصقول، أو غير متقدم. هذه هي المعادلة الصعبة التي يجب على المواهب عندنا أن تعيها وأن تحلها. لا يعني أنك لا تجد بسهولة وربما لا تعرف كيف تنمي موهبتك أنه من حقك أن تقدم فنا فجا وغير ناضج.

عليك أن تعمل أكثر من الآخرين، أن تبحث أكثر من الآخرين، لكنك في النهاية ستشعر بلذة تضاهي لذة الآخرين، وربما هذا ما سيجعلك تحافظ على ما وصلت إليه وتقدره أكثر من الآخرين.

التدريب الآن صار ممكنا بأساليب كثيرة، هذا الإنترنت العجيب الذي ينقلك إلى عوالم من أشخاص يمدون يدهم لك، مد يدك، وتعلم، ابحث عن مدربين هنا، ستجد. فقط عليك أن تبحث. أن تبدأ.

وبعد أن تتقن ما تملك، هناك موهبة أخرى عليك أن تتحلى بها، وهي أن تفعل ما أتقنت، عليك أن تبتعد عن خلق المبررات لنفسك وتحتجب وراءها كي لا تعرض ما تملك. لا تختبئ وراء كومة من الصعوبات والمعوقات التي من السهل خصوصا لدينا أن نختبئ وراءها.

ماذا بعد ذلك، بعد أن تصقل موهبتك، وتكون لديك الشجاعة لعرضها. بقي لديك أن تحافظ عليها، أن تستمر في رعايتها، أن تنميها أكثر، أن تبحث عن الجديد دائما، ألا تقف عند حد. أن تثقف نفسك فيما يختص بها وفي الحياة بصفة عامة.

الموهبة وحدها لا تكفي، البداية هي الشغف، لكنه يجب أن يكون كافيا ليحملك لخوض الحرب التي تمكنك في النهاية من الوصول للنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات مشابهة

رحيل المحتل وشعب مثقل بسم الله الرحمن الرحيم ((و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))رحل العام الهجري (1433) وقبل رحيله ترك لنا أملاً براق. أملاً أنتظرناه طويلاً بكل لهفة واشتياق .أملاً يشتاق اليه كل قلب حر تواق . يتوق لخروج المحتل من أرض العراق وذلك بعد أن عاث فساداً لسنين شداد لا تطاق. وواعد شعبها […]

بسم الله الرحمن الرحيم ( عـام التغير العربي 1432هـ) ((قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)) تغير العام الهجري 1432هـ الذي غامر فغيرنا وغادر وتغير عنا بعد أن حط وهيمن على جميع إنحاء المعمورة لمدة أثنا عشر […]

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾ (مرور عام 1431هـ الهجري) مر العام الهجري 1431هـ مروراً سريعاً رغم مرارته وكثيرة قساوته على معظم بني البشر تاركاً خلفه أرثاً ثقيلاً لمن يخلفه من الصراع والعداء وسفك الدماء مابين أبناء الأمم وبالأخص منها الأمة الإسلامية التي كانت لها الحظ الأوفر […]

بسم الله الرحمن الرحيم لاتظلمن أذا ماكنت مقتـدراً فالظلم مرتعه يفظي الى الندم تنام عينيك والمظلوم منتبـها  يدعوا عليك وعين الله لم تنم ودعنا عام 1430 الهجري الذي دعانا ودنا منا ثم دعنا و ودعنا ورحل عنا لا يجد مايحمله معه ألا كما حمله أقارنه البضعة أعوام الماضية في الألفية الثالثة سوى هموم جسام للعالم […]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة بمناسبة رحيل عام الهجري 1429 وقدوم عام هجري أخر يهجرنا ويهاجر عنا فالنهجر المعاصي والنهاجر الى مرضاة الله —– أللهم يامن يسرت لحبيبك المصطفى الهجرة من مكة الى المدينة يسر لنا الهجرة من الذله الى العزة ومن الهزيمه الى النصر ومن الضعف الى القوة ومن التشتت الى الوحدة ومن الأنتقام […]

رغم كل المؤشرات التي كانت توحي بفوز جون كيري في الانتخابات الامريكية ومن اهمها حرب العراق، والبطالة، وارتفاع تكلفة الرعاية الصحية، والسياسة الخارجية ذات الطابع العسكري، وارتفاع اسعار الطاقة. رغم كل تلك المؤشرات إلى جانب الملاحظات المتعلقة بشخصية الرئيس وثقافته، وخبراته في السياسة الدولية. كل ذلك لم يؤد إلى خسارة جورج بوش الابن، فقد أعاد […]