تفاصيل صغيرة
دوروثي باركر
هناء حجازي
لا أعرف ما الذي يدفعني لأن أكتب عن دوروثي باركر، أو ما الذي دفعني للبحث عن كتاب لها كي أقرأه، لا بد أني سمعت عنها في فيلم ما أو في كتاب ما. ما أعرفه أنني وجدت مجموعة قصائد لها وقرأتها. ووجدتها إحدى النساء القويات اللاتي أفتتن بقراءة سيرتهن.
دوروثي باركر كاتبة أميركية، كتبت الشعر، القصة القصيرة، النقد والسيناريو السينمائي، حتى إنها رشحت للأوسكار مرتين في هذا المجال.
لو أننا نملك عمرا يكفينا كي نقرأ لكل كاتب مهم في كل الأزمان والأماكن. كم سيكون الكون أجمل وأكثر احتمالا، لكننا لا نستطيع، ليس لدينا الوقت ولا الصبر لفعل ذلك. فنحن حين نقرأ، نود أن نعيش خبرات الكتاب بنفس الأحاسيس التي تحدثوا عنها، ونعيش محتارين، هل نقرأ عن الحياة أم نعيش الحياة، وهل سيطغى أحدهما على الآخر، ما هو الميزان؟
أعود لدوروثي، التي ماتت أمها وهي طفلة، كانت طفولتها غير سعيدة، وأجبرت على ترك الدراسة في سن الرابعة عشرة.
في سن الثانية والعشرين نشرت مجلة فانيتي فير -وهي مجلة مشهورة- أول قصيدة لها. ثم بدأت الكتابة في مجلة فوج، وهي أيضا مجلة كبيرة. لاحقا انضمت إلى فانيتي فير للكتابة في النقد الدرامي.
ومنذ صدور النيويوركر المعروفة كأشهر مجلة في عالم الأدب الأميركي كان اسم دوروثي من ضمن المحررين الثابتين.
العديد من إصداراتها في الشعر والقصة كانت تعتبر من الأعلى مبيعا.
عرفت بكتاباتها الساخرة، عانت من الاكتئاب، حاولت الانتحار مرة. تزوجت ثلاث مرات.
وضعت في القائمة السوداء لاتهامها بالشيوعية. ولإيمانها العميق بحقوق الإنسان فقد تركت حقوقها الأدبية للمناضل د. مارتن لوثر كينج جونيور. بعد وفاتها.
هذه إحدى قصائدها:
أغنية قصيرة جدا
مرة، حين كنت صغيرة وصادقة،
ترك لي أحدهم غصة
كسر قلبي الهش إلى نصفين،
وذلك أمر سيئ،
الحب للأشخاص غير المحظوظين،
الحب ليس سوى لعنة..
مرة، كسرت قلبا
وذلك أمر أسوأ
من مقولاتها الساخرة:
نادرا ما يغازل الرجال المرأة التي ترتدي نظارة.
إذا كان لديك صديق شاب يريد أن يصبح كاتبا، ثاني أعظم شيء تقدمه له هو كتاب أساليب الكتابة، أما أعظم شيء تقدمه فهو أن تقتله الآن، بينما لا يزال سعيدا.
أجمل كلمتين يمكن أن تقرأهما هما “مرفق شيك”.
أطلب ثلاثة أشياء في الرجل، أن يكون وسيما، قاسيا، وغبيا.
أحب أن أكون ذات مال، وأحب أن أكون كاتبة جيدة، يمكن للشيئين أن يحدثا معا لكن لو كان ذلك مستحيلا، أفضل أن أكون ذات مال.