رحيل المحتل وشعب مثقل
بسم الله الرحمن الرحيم
((و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))رحل العام الهجري (1433) وقبل رحيله ترك لنا أملاً براق. أملاً أنتظرناه طويلاً بكل لهفة واشتياق .أملاً يشتاق اليه كل قلب حر تواق . يتوق لخروج المحتل من أرض العراق
وذلك بعد أن عاث فساداً لسنين شداد لا تطاق. وواعد شعبها بخيرات طيبة المذاق .
ينعمون فيها بكل ما طاب لهم وراق . واستثمار وأعمار وعقود ووعود بكثــــرة الأرزاق .
فروج لهم الضعفاء من أهل النفاق .والصحيح انه لا وجود لهذه الوعود على الأطلاق.
بل مــــا حصل وظهر فــــي الأفــــاق . أن دنســــــــــوا أرضه وأساءو الأخــــــــلاق .
ونهبت ثرواته وكانو هم الســــــــراق . وحاصرو شعبه وضيقو الخنــــــــــــــا ق .
وقيدو أبناءه وأحكموا الوثاق . فشردوهم …..وهم يحملون الم الفـــــــــــــراق .
لا يعرفون وجهتهم وأين المساق .وأبتدعو ديمقراطية ودقو لها الأ بـــــــــواق .
فكانت عداءاً وتفريقاً و فتنة وأنشقاق . وقتلى وجرحى ودمـــاءاً تـــــــــــراق .
هذا ما وعد به المحتل شعب العراق .
أملين من العلي القدير أن يرحموا ابناء الشعب الصابر الذين تولوا أمرهم ويحسوا
بألأمهم وان يرفعوا عنهم الظلم الذي وقع عليهم . والحرمان الذي يعانون منه منذ زمن
بعيد . فحالت هذا الشعب وما وصل اليه من أذى لاتحتاج الى شرح أو تفصيل . بل هي
غنية عن التعريف ومعروفه لدى الصغير والكبير . ولكن السؤال من هو المسئوول عنهم
بعد (الله عز وجل )ومن الذي تقع عليه المسئوولية أمام (الله عز وجل )ومن ثم أمام الشعب . فلاشك أن المسئولين عنهم هم أعضاء البرلمان وهذا الأمر لا يختلف عليه
اثنان لأن الدستور حملهم هذه المسئولية وجعلهم السلطة التشريعية العليا التي تختار
رئيس الجمهورية ونائبيه وتصادق على اختيار رئيس الحكومة ووزرائه و لا تتم هذه
المراسيم إلا بعد إن يتم التصويت تحت قبة البرلمان . وهم المسئوولين عن محاسبة
كل من يقصر في أداء واجبه أذا كان رئيساً للجمهورية أو رئيساً للوزراء أو أي مسئول
أخر بالدولة ولهم الحق في إصدار وتشريع القوانين التي تخدم المواطن من أمن وصحة
وتعليم وكل مايخص حياته ولكن نلاحظ بكل أسى إن ظهرت بوادر مخيبة للآمال على هذه
المؤسسة الكبرى التي هي أمل كل مواطن يتطلع الى حياة سعيدة وعيش رغيد وذلك منذ
أول مجلس تم انتخابه من قبل أبناء الشعب عام(2005)عندما أصدروا قرار خاص أو
قانوناً لأنفسهم وهو يشمل الراتب والتقاعد والمخصصات وأمتيازات لم يحصل عليها أي
مسئول في العراق منذ إن تأسس والى يومنا هذا . وتجاهلوا عامة الشعب الشريحة الكبرى
وهي شريحة العمال التي لا يتجاوز دخل الفرد (360)ألف دينار شهرياً أذا كان عمله
مستمراً لمدة (30يوماً) بدون انقطاع أو استراحة .
أي لا يصل الى أقل من (1%) من ما يتقاضاه عضو البرلمان في الشهر الواحد . ولربما
لو سئل أحد أعضاء البرلمان عن هذه الرواتب والمخصصات ليقول أننا أتينا الى البرلمان
في ظروف صعبة جداً ,فنقول له, أن هذه الظروف الصعبة هي على جميع العراقيين
ولم تفرق بينهم أبداً ,وأنك لست الوحيد الذي رشح نفسه للانتخابات بل رشح معك الآلاف وهذا الأمر مثبت لدى مفوضية الانتخابات , وأنت الذي ذهبت الى زيد وعمر
تطلب أصواتهم لينتخبوك وعملت لك برنامجاً انتخابياً وأعلنت أمام الملأ أن همك الوحيد
هو حفظ الوطن وسعادة المواطن وليس الفوز الى البرلمان , فصدقوك على هذه الوعود
وأصدقوك يوم الانتخاب عندما انتخبوك وفضلوك على غيرك من المرشحين , فلا تحملهم
هذه المنة بل هم أصحاب المنة والفضل عليك,الذين انتخبوك وأوصلوك الى البرلمان لتكون
ممثلاً لهم ومؤتمناً على أموالهم وأنفسهم , فنسيتهم ولم تذكرهم , وذكرت نفسك عند أصدارك لذلك القرار الذي لا يحصل عليه أي برلماني في العالم , راجين من أعضاء البرلمان الحاليين أن كانوا يؤمنون بالعدل والمساواة والحفاظ على أموال الشعب ,
أن يعيدوا النظر في هذا القرار ولما له من فوارق كبيرة من جميع الجوانب بين عضو
البرلمان والمواطن, وكذلك هدراً لأموال الشعب , فليس معيباً إن يعود عضو البرلمان
عند أنتهاء مدته البرلمانية الى عمله السابق أن كان طبيباً أو موظفاً أو فلاحاً أو أي
مهنة أخرى , يعود بكل جدارة ويبني هذا البلد من خلال عمله, وهذه هي الديمقراطية
التي يتكلمون عنها على مدار الساعة , ولو عرفنا المسئوولية على حقيقتها الشرعية
لما تقربنا اليها , فالمسئوولية ليست مناصب ورواتب ومخصصات ومواكب ومرافقين
تفتح الأبواب , بل المسئوولية هي حساب عسير يحاسب عليها كل مسؤول على قدر
مسئووليته امام ( الله عز وجل ) عن الصغيرة والكبيرة التي كلف بها يوم لا ينفع
مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وذلك لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
(( كلكم راع وكلكم مسؤولاً عن رعيته )) فإذا أداها بما أمر الباري
عز وجل فهنيئاً له فقد ربح وفاز في الدنيا والآخرة , وذلك هو الفوز العظيم
وان لم يفلح في أدائها فقد خسر الدنيا والآخرة , وذلك هو الخسران المبين
وقبل إن أختم كلامي , لكم هذان البيتان من الشعرٍ:
((و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))رحل العام الهجري (1433) وقبل رحيله ترك لنا أملاً براق. أملاً أنتظرناه طويلاً بكل لهفة واشتياق .أملاً يشتاق اليه كل قلب حر تواق . يتوق لخروج المحتل من أرض العراق
وذلك بعد أن عاث فساداً لسنين شداد لا تطاق. وواعد شعبها بخيرات طيبة المذاق .
ينعمون فيها بكل ما طاب لهم وراق . واستثمار وأعمار وعقود ووعود بكثــــرة الأرزاق .
فروج لهم الضعفاء من أهل النفاق .والصحيح انه لا وجود لهذه الوعود على الأطلاق.
بل مــــا حصل وظهر فــــي الأفــــاق . أن دنســــــــــوا أرضه وأساءو الأخــــــــلاق .
ونهبت ثرواته وكانو هم الســــــــراق . وحاصرو شعبه وضيقو الخنــــــــــــــا ق .
وقيدو أبناءه وأحكموا الوثاق . فشردوهم …..وهم يحملون الم الفـــــــــــــراق .
لا يعرفون وجهتهم وأين المساق .وأبتدعو ديمقراطية ودقو لها الأ بـــــــــواق .
فكانت عداءاً وتفريقاً و فتنة وأنشقاق . وقتلى وجرحى ودمـــاءاً تـــــــــــراق .
هذا ما وعد به المحتل شعب العراق .
أملين من العلي القدير أن يرحموا ابناء الشعب الصابر الذين تولوا أمرهم ويحسوا
بألأمهم وان يرفعوا عنهم الظلم الذي وقع عليهم . والحرمان الذي يعانون منه منذ زمن
بعيد . فحالت هذا الشعب وما وصل اليه من أذى لاتحتاج الى شرح أو تفصيل . بل هي
غنية عن التعريف ومعروفه لدى الصغير والكبير . ولكن السؤال من هو المسئوول عنهم
بعد (الله عز وجل )ومن الذي تقع عليه المسئوولية أمام (الله عز وجل )ومن ثم أمام الشعب . فلاشك أن المسئولين عنهم هم أعضاء البرلمان وهذا الأمر لا يختلف عليه
اثنان لأن الدستور حملهم هذه المسئولية وجعلهم السلطة التشريعية العليا التي تختار
رئيس الجمهورية ونائبيه وتصادق على اختيار رئيس الحكومة ووزرائه و لا تتم هذه
المراسيم إلا بعد إن يتم التصويت تحت قبة البرلمان . وهم المسئوولين عن محاسبة
كل من يقصر في أداء واجبه أذا كان رئيساً للجمهورية أو رئيساً للوزراء أو أي مسئول
أخر بالدولة ولهم الحق في إصدار وتشريع القوانين التي تخدم المواطن من أمن وصحة
وتعليم وكل مايخص حياته ولكن نلاحظ بكل أسى إن ظهرت بوادر مخيبة للآمال على هذه
المؤسسة الكبرى التي هي أمل كل مواطن يتطلع الى حياة سعيدة وعيش رغيد وذلك منذ
أول مجلس تم انتخابه من قبل أبناء الشعب عام(2005)عندما أصدروا قرار خاص أو
قانوناً لأنفسهم وهو يشمل الراتب والتقاعد والمخصصات وأمتيازات لم يحصل عليها أي
مسئول في العراق منذ إن تأسس والى يومنا هذا . وتجاهلوا عامة الشعب الشريحة الكبرى
وهي شريحة العمال التي لا يتجاوز دخل الفرد (360)ألف دينار شهرياً أذا كان عمله
مستمراً لمدة (30يوماً) بدون انقطاع أو استراحة .
أي لا يصل الى أقل من (1%) من ما يتقاضاه عضو البرلمان في الشهر الواحد . ولربما
لو سئل أحد أعضاء البرلمان عن هذه الرواتب والمخصصات ليقول أننا أتينا الى البرلمان
في ظروف صعبة جداً ,فنقول له, أن هذه الظروف الصعبة هي على جميع العراقيين
ولم تفرق بينهم أبداً ,وأنك لست الوحيد الذي رشح نفسه للانتخابات بل رشح معك الآلاف وهذا الأمر مثبت لدى مفوضية الانتخابات , وأنت الذي ذهبت الى زيد وعمر
تطلب أصواتهم لينتخبوك وعملت لك برنامجاً انتخابياً وأعلنت أمام الملأ أن همك الوحيد
هو حفظ الوطن وسعادة المواطن وليس الفوز الى البرلمان , فصدقوك على هذه الوعود
وأصدقوك يوم الانتخاب عندما انتخبوك وفضلوك على غيرك من المرشحين , فلا تحملهم
هذه المنة بل هم أصحاب المنة والفضل عليك,الذين انتخبوك وأوصلوك الى البرلمان لتكون
ممثلاً لهم ومؤتمناً على أموالهم وأنفسهم , فنسيتهم ولم تذكرهم , وذكرت نفسك عند أصدارك لذلك القرار الذي لا يحصل عليه أي برلماني في العالم , راجين من أعضاء البرلمان الحاليين أن كانوا يؤمنون بالعدل والمساواة والحفاظ على أموال الشعب ,
أن يعيدوا النظر في هذا القرار ولما له من فوارق كبيرة من جميع الجوانب بين عضو
البرلمان والمواطن, وكذلك هدراً لأموال الشعب , فليس معيباً إن يعود عضو البرلمان
عند أنتهاء مدته البرلمانية الى عمله السابق أن كان طبيباً أو موظفاً أو فلاحاً أو أي
مهنة أخرى , يعود بكل جدارة ويبني هذا البلد من خلال عمله, وهذه هي الديمقراطية
التي يتكلمون عنها على مدار الساعة , ولو عرفنا المسئوولية على حقيقتها الشرعية
لما تقربنا اليها , فالمسئوولية ليست مناصب ورواتب ومخصصات ومواكب ومرافقين
تفتح الأبواب , بل المسئوولية هي حساب عسير يحاسب عليها كل مسؤول على قدر
مسئووليته امام ( الله عز وجل ) عن الصغيرة والكبيرة التي كلف بها يوم لا ينفع
مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وذلك لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
(( كلكم راع وكلكم مسؤولاً عن رعيته )) فإذا أداها بما أمر الباري
عز وجل فهنيئاً له فقد ربح وفاز في الدنيا والآخرة , وذلك هو الفوز العظيم
وان لم يفلح في أدائها فقد خسر الدنيا والآخرة , وذلك هو الخسران المبين
وقبل إن أختم كلامي , لكم هذان البيتان من الشعرٍ:
وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ يَراني
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , ومن الذين يستحون
منك ويخشونك في الظلمة والنور
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ : مزاحم بن حروش السالم الجربا
منك ويخشونك في الظلمة والنور
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ : مزاحم بن حروش السالم الجربا