بين منتدى المستقبل في المغرب، والمنتدى الاستراتيجي العربي يتم تداول الشأن العربي ومستقبل المنطقة في ظروف دولية جديدة ترتفع فيها رايات الإصلاح السياسي والاقتصادي.
يتحدثون هنا وهناك عن الحرية السياسية والحرية الاقتصادية، وعن صراع الحضارات وعن أهمية الإصلاح، وان ينبع هذا الإصلاح من الداخل وأقر بها المبدأ حتى وزير خارجية أمريكا، ولكن هذا الأخير رفض الربط بين خطوات الإصلاح وهو يقصد ان من الخطأ تأجيل حركة الإصلاح حتى حل قضية فلسطين.. ولست أدري ما الذي يمنع أن تبدأ خطوات الإصلاح بخطوة حل مشكلة فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية، وإذا كانت مبادرة عقد المنتدى مبادرة أمريكية فإنه كان من المثير والمؤثر لو أن أمريكا بادرت بإطلاق خطوة إصلاحية تعلن فيها أنها قررت القيام بدور محايد في قضية فلسطين.
وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل كان واضحاً وحازماً في هذا الموضوع حيث أشار في كلمته إلى قضية فلسطين وقال ان خلافاتنا ليست دينية ولا ثقافية ولا نعتقد أنها صراع بين الحضارات أو تنافس في أنظمة القيم فنقطة الخلاف الأساسية تتعلق بأطول صراع في التاريخ الحديث لفترة أطول من اللازم، شهد العرب انحياز الغرب لإسرائيل وقد بتنا نتفهم الضمانات الغربية وبالأخص الأمريكية لأمن إسرائيل، ولكن ما لا يمكن للشعوب العربية أن تفهمه هو لماذا تتحول هذه الضمانات إلى تأييد مطلق للسياسات الإسرائيليية المنفلتة من أي قيد والمنافية للشرعية الدولية؟.
هذه الإشارة المهمة من قبل الأمير سعود الفيصل رسالة واضحة فنحن لا نريد أن نرمي إسرائيل في البحر ولكن نريدها أن تحترم الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة، وإذا تعثر تحقيق ذلك فإن خطوات الإصلاح لابد أن تتعثر.
إن ما نستطيع ملاحظته حول نغمة الإصلاح أنها صوت قادم من الغرب متجه نحو الشرق الأوسط وتحديداً نحو الدول العربية، والحقيقة المؤكدة أن الإصلاح منظومة متكاملة تتحول هذه الضمانات إلى تأييد مطلق للسياسات الإسرائيلية المنفلتة من أي قيد والمنافية للشرعية الدولية.
هذه الإشارة المهمة من قبل الأمير سعود الفيصل رسالة واضحة فنحن لا نريد أن نرمي إسرائيل في البحر ولكن نريدها أن تحترم الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة، وإذا تعثر تحقيق ذلك فإن خطوات الإصلاح لابد أن تتعثر.
إن ما نستطيع ملاحظته حول نغمة الإصلاح انها صوت قادم من الغرب متجه نحو الشرق الأوسط وتحديداً نحو الدول العربية، والحقيقة المؤكدة أن الإصلاح منظومة متكاملة ولكي يتحقق فلابد أن يكون شاملاً وبصورة متوازنة ومتزامنة، فالأنظمة والتنظيمات السياسية والاقتصادية في الشرق والغرب بحاجة إلى إصلاح وليس فقط ما يخص العرب.. وإذا كان الأمن والاستقرار والسلام العالمي أهداف منشودة ومتوقعة كنتيجة للإصلاح فإن هذا يؤكد أهمية الإصلاح على نطاق عالمي بداية من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الاقتصادية وغيرها.
إن الإصلاح الحقيقي الشمولي هو الإصلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة أما حصره في المشروع الأمريكي المسمى (الشرق الأوسط الكبير) فإنه يثير الشك ويدعو إلى التحفظ من قبل الدول العربية ومن دول غربية أيضاً كما فعل وزير خارجية فرنسا الذي طالب بضرورة تسوية قضية فلسطين، وهي رؤية تتفق مع الرؤية التي طرحها الأمير سعود الفيصل.
وإذا كان هناك اتفاق على أن الإصلاح الناجح هو الذي ينبع من الداخل فلماذا تحويل المنتدى إلى مؤسسة دائمة دون توفر شراكة عادلة بين الشرق الأوسط ومجموعة الثماني كما طالب بذلك أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.
الإصلاح ينبع من الداخل، مبدأ جميل، وإذا كان المنتدى سيتحول إلى مؤسسة فليشمل الإصلاح جميع المنتمين إلى هذه المؤسسة..
وأختم بتقرير مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية واقتطع منه عبارة تقول «إن المسلمين لا يكرهون حريتنا ولكنهم يكرهون سياستنا»