لماذا نذهب إلى المتاحف؟
هناء حجازي
سؤال مجازي لا يتحدث عن حالنا في بلدنا حيث قلة المتاحف التي نذهب إليها، أو ربما سؤال نطرحه على أنفسنا إذا سافرنا إلى البلاد التي تكثر فيها المتاحف.
في كل مرة أدخل متحفاً وأشاهد أطفالاً في رحلة مدرسية أشعر بغصة وأتذكر أن ولدي طوال سني ذهابه إلى المدرسة لم يحظ ولا مرة بالذهاب إلى متحف في رحلة مدرسية.
نعود إلى السؤال الذي يطرحه الناس في البلاد التي يوجد فيها متاحف، حيث يمكن لشخص أن يكتب مقالاً في جريدة معلناً أن هناك 21 سبباً يجعلونه يكره المتاحف ويرد عليه شخص آخر بتعداد 21 سبباً لحب المتاحف. هكذا، عندما يكون لديك مختلف أنواع المعارض يصبح بإمكانك أن تحبها أو تكرهها، لكن حين لا يكون لديك هذا الترف، يجب عليك أن تنصت وتفهم، لماذا هناك متاحف، ولماذا يهمك أن تزورها.
المتحف نزهة ثقافية، إذا ذهبت إلى بلد ودخلت المتحف يمكنك أن تفهم أشياء كثيرة عن هذا البلد، وأن ترى بعينيك ماذا كان يستخدم الناس في مطبخهم مثلاً، أو ماذا كان الزي السائد في عصورهم القديمة، وبدون قصد تقارنه بالحضارة التي قدمت منها، أليس ذلك عملاً مسلياً.
في قرطبة دخلت جامع قرطبة، وسحرني الفن الإسلامي الطاغي وبالرغم من أنك تقرأ عن الحضارة الأندلسية لكن ليس من قرأ كمن رأى.
في باريس دخلت سانت شابيل، ورأيت الفن القوطي في أبدع صوره.
في برلين دخلت متحف بيرجامون وشاهدت جميع حضارات العالم في أجنحته المختلفة.
في تركيا، الزمن العثماني الذي يستمتع الناس بمشاهدته في المسلسلات التلفزيونية، يمكنك أن تراه في القصور الحقيقية على أرض الواقع.
في مصر، الفراعنة، العصر الفاطمي، كل ذلك يمكنك مشاهدته والاستمتاع بالتحديق في أشياء صنعتها يد الإنسان في تلك العصور.
أليس شيئاً مدهشاً أن تمكنك المتاحف من معرفة كيف عاش الإنسان قديماً، عبر التاريخ.
الجلوس في المقاهي والاستمتاع بالطبيعة والذهاب إلى السينما، كل هذه متع يفضلها الناس في السفر، وتلك مسألة لا يختلف عليها أحد. لكن الذهاب إلى المتاحف، متعة فكرية، نستغني عنها في الكثير من الأحيان، بحجة الوقت ربما، لكن هناك متاحف مختلفة يمكنك أن تجربها، كل حسب اهتماماته. هناك متاحف للعلوم، لكرة القدم ومختلف أنواع الرياضة حسب نوع الرياضة الذي تفضل، متاحف للفنون، شتى أنواع الفنون. أنت تختار، لكنك بالتأكيد لن تكون خاسراً.
أثناء زيارة المتاحف لا أرغم نفسي على المكوث طويلاً، لا أرهق نفسي بقراءة كل شيء ورؤية كل شيء، أجلس فيها المدة التي أشعر أنها كافية. وإذا رغبت بعد ذلك في معرفة المزيد فالإنترنت موجود ويمكنني قراءة المزيد لاحقاً.
هناك القليل من المتاحف عندنا، وحتى يتوفر المزيد، أتمنى من المدارس أن تضع في أجندة الرحلات المدرسية، زيارة المتاحف بدلاً من المولات.