﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾
(مرور عام 1431هـ الهجري)
مر العام الهجري 1431هـ مروراً سريعاً رغم مرارته وكثيرة قساوته على معظم بني البشر تاركاً خلفه أرثاً ثقيلاً لمن يخلفه من الصراع والعداء وسفك الدماء مابين أبناء الأمم وبالأخص منها الأمة الإسلامية التي كانت لها الحظ الأوفر والنصيب الأكبر من هذا الصراع الذي أنهكها وأنهك قوتها وقواها حتى أصبحت عاجزة عن الرد عن نفسها أو الحفاظ على ثرواتها رغم عددها الذي يفوق المليار مسلم وكان لهذا الوهن أسباب عديدة ومن أهمها وأبرزها إذكاء الفتن وإثارة النعرات لخلق العداء والتفرقة بين أبناء المسلمين وذلك بإحياء قوميات وعرقيات دفنها الإسلام في بداية انطلاقاته او التمسك والتعصب لمذهبية اوطائفية اثارت الخلاف بينهم تاركين ومتجاهلين ماقام عليه الإسلام عندما جمع واخى بين أبي بكر الصديق العربي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي فهذا الصديق من العرب وذاك من الروم وذلك من الفرس وبلال من الاحباش فاكانت لغاتهم مختلفة وقومياتهم متعددة واطباعهم متغايرة والعداوة قائمة منذ مئات السنين ولكنهم جاؤا بإيمان راسخ وقلب مطمئن وثابت إلى حظيرة الإسلام العظيم إسلام العدل والمساواه الذي جمعهم وآخى بينهم وصهرهم في بوتقته بوتقة لااله الاالله محمد رسول الله وأزال عنهم جميع الترسبات المختلفة والمتخلفة وأخرجهم جسدا واحدا ( إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
فأصبحوا إخوة متحابين متماسكين كما وصفهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (المسلمون سواسيا كأسنان المشط لأفضل لعربي على أعجمي ولا لابيض على اسود إلا بالتقوى كلكم لأدم وأدم من تراب )
فهذا هو الإسلام العظيم وهذا نجهه المستقيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك أنت الوهاب)
وعام هجري جديد جعله الله عام نصر وتوبة ووحدة وجمع كلمة لكل المسلمين .
الشيح / مزاحم بن حروش السالم الجربا
01/01/1432هـ