تفاصيل صغيرة
معايير
هناء حجازي
الجمعة كان إعلان نتائج “أراب أيدول”، الاثنين كان إعلان نتائج الأوسكار.
طوال السنة هناك عدة مهرجانات وعدة مسابقات تحتفي بالفن بمختلف مجالاته.. صادف أن يحتفي العالم العربي بأشهر مسابقة غنائية على مستوى العالم العربي وأن يحتفي عشاق السينما بأشهر جوائز تمنح لهذا العالم في الوقت نفسه تقريبا.
قلت إنهم الأكثر شهرة ولم أقل إنهم الأفضل أو الأكثر جودة.
لكن وبغض النظر عن الجودة فأنا أحب متابعة هذه المسابقات الفنية، يمكنني أن أناقش بيني وبين نفسي قرارات الحكام، أن أعترض على مديح زائد يمنح لأحد المتسابقين أو أفضل فيلما لم يرشح للجائزة على كل الأفلام التي رأى الحكام أنها أحق بالجائزة، يمكنني أن أتساءل عما يدفع الناس للتصويت لمتسابق وإيصاله إلى القمة، بينما هناك من هو أفضل منه من وجهة نظري، وأفعل ذلك بكل أريحية وأنا أجلس في بيتي أتابع ما تقدمه لنا الشاشات من فن.
لكني بالرغم من اعتراضي على الأحكام أحيانا أو غالبا، لكن يظل هناك حد أدنى من المعايير التي تمكن الفنان من الوصول إلى المسابقة.
هناك فائدة ما أكتسبها من الاستماع إلى لجنة الحكم وهي تعطي النصائح والملاحظات للمتسابقين. أفعل ذلك بشغف، لأنه عالم ليس عالمي، لا أفهم مفرداته كما يفهمها القائمون على هذا الفن.
ربما الزمن الذي نحن فيه يحتم على التلفزيون أن يقدم الفن بهذه الطريقة الاستعراضية المبالغ فيها أحيانا، لكنني أفضل أن يكون هناك فن يقدم حتى لو بطريقة استعراضية مبالغ فيها على أن نحرم من هذا الفن. أستيقظ مبكرا لمشاهدة النقل الحي لجوائز السينما الأميركية بالقالب الذي اختارته الأكاديمية الأميركية للسينما، أشاهد الإبهار الذي تصنعه هذه الصناعة كي تشد الناس إليها، وتجعل من كل ما يحيط بها فاتنا وجذابا. لا يهم، من خلال هذا الحفل أستطيع أن أتابع لمحات من كل ما يصنع فيلما جميلا، الديكور، الملابس، السيناريو، المونتاج، الصوت، الكاميرا، وأشياء أخرى كثيرة، يحصل الممثلون والمخرج في النهاية على الأضواء الأسطع، لكن كل تلك الأمور الأخرى تحظى أيضا بأضوائها وشهرتها.
في الموسيقى أيضا، هناك بالإضافة إلى الصوت الجميل، الكلمات واللحن والموسيقيون الذين يعزفون هذه الألحان، والتوزيع الموسيقي وأشياء كثيرة أخرى، ربما لا يحتفى بها كما ينبغي، لكنها في النهاية هي التي تصنع هذا الفن.
في الفن كما في الحياة، كي تربح يجب أن تجيد ما تفعل، وكي تجيد ما تفعل يجب أن تهتم بكل التفاصيل الصغيرة. هناك معايير لجودة كل تفصيلة من هذه التفاصيل، هكذا تفوز الإجادة، وهذا السبب الذي يجعل الشباب الصغير الذي يتقدم لمسابقة الأغاني يحرص على الأغاني القديمة. لأنها تجمع كل الأمور الجيدة. وتهتم بكل التفاصيل الصغيرة.