كان رئيس الجهاز يقوم بجولة بين الأقسام والإدارات برفقة بعض المسؤولين، فلاحظ ان احدى مديري الإدارات يعاتب أحد موظفيه بصوت عال أمام زملائه، فتوقف الرئيس ودخل الإدارة وكان بها مجموعة من الموظفين وصرخ بمدير الادارة:
كم مرة قلت لك أن لا تعاتب الموظف أمام زملائه.
استلم مدير الفرع خطابا مكتوبا من نائب المدير العام يتضمن توجيهات وتعليمات تتعلق بخطة العمل السنوية، والتوجهات الجديدة في سياسة المؤسسة، وما أن شرع مدير الفرع في التنفيذ حتى وصله خطاب آخر من النائب الآخر يتضمن توجيهات وتعليمات جديدة ومختلفة.
تقوم الادارة القانونية بحكم اختصاصها بدراسة القضايا والمشكلات ومراجعة اللوائح.
ولكن المدير وأمامه قضية قانونية شائكة انتظر أول الداخلين على مكتبه من المسؤولين ليقول له: جابك الله.. وش رأيك تدرس هذه القضية وتعطينا رأيك بحكم خبرتكم الطويلة..
بعد فترة من الزمن كان هناك متابعة من الجهة ذات الاختصاص في المسائل القانونية من خارج الجهاز ، وكان من الطبيعي ان تحال هذه المتابعة إلى الادارة القانونية واتضح أن القضية لم توجه اليها، ومع ذلك انصب اللوم عليها.
صدر قرار تنظيمي دون المرور على الادارة المختصة، وذهب مدير الادارة المختصة إلى المدير العام لتذكيره بأن هذا القرار هو من اختصاص ادارته، ويجب أن ينطلق منها، وليس من إدارة أخرى أو مسؤول آخر مهما كان موقعه الوظيفي.
وكان رد المدير العام:
«والله كنت أعتقد أنه جاي من عندكم!».
رفض مدير الادارة الموافقة على القواعد الجديدة المقترحة لتنظيم سير العمل ودمج بعض الوحدات الادارية، ونقل بعض الاختصاصات.
وبعد فترة من الزمن، أجرى الجهاز عملية تغيير وتنقلات ادارية كان من بينها نقل ذلك المدير إلى ادارة أخرى.
النتيجة ان هذا المدير تغيرت آراؤه ومواقفه السابقة، وتحول من رفض لتلك المقترحات التطويرية إلى داعم لها يتبناها ويسعى بكل قوة إلى المسارعة في تنيفذها.
كان مدير الفرع يطالب بالصلاحيات وتخفيف المركزية حتى يتمكن من اداء عمله والقيام بمسؤولياته بسرعة وكفاءة.
ثم ترقى مدير الفرع ليكون أحد المسؤولين في الجهاز المركزي حيث غرق بكثرة المهام واللجان والمسؤوليات ولكنه رغم ذلك لم يقم بالتفويض لأنه أحد الذين يمارسون الادارة وفق نمط الادارة بالشك.
يعمل كإنسان، يلتزم بمسؤولياته وبعلاقاته الوظيفية والانسانية مع زملاء العمل يحرص على توزيع العمل حسب القدرات، ويتابع ويقيم بشكل موضوعي، يفوض الصلاحيات ويحاسب ويقدر الإنجازات المتميزة، ويتفاعل مع العاملين معه ويثق بهم ويتوقع منهم أفضل النتائج، ويتيح لهم فرص التطور والترقي، ويهتم بالانتاجية وليس بالتقيد الشكلي بساعات العمل، يؤمن بأن النجاح لا يتم إلا من خلال نجاح الآخرين وقدرات الآخرين وعواطف وعقول الآخرين، ويعتمد على العمل الجماعي، وتكامل الجهود والأفكار ينجح ويحقق الإنجازات المتميزة إلى درجة تؤهله لعدم الاستمرار كعقاب على نجاحه.