جورج صاند
هناء حجازي
شاهدت فيلماً سينمائياً كوميدياً يحكي عن فترة من حياة جورج صاند، الكاتبة الفرنسية، وبالرغم من أن الفيلم كان ساخراً، لكنه شدني للبحث عن روايات وكتابات جورج صاند، وجدت كتاباً يحكي عن جورج صاند للكاتبة سلمى الحفار الكزبري الذي عرفني أكثر على هذه الكاتبة الاستثنائية. قصة حياة جورج صاند هي بحد ذاتها عمل إبداعي مذهل.
«هناك سعادة وحيد في الحياة هي أن تحب وأن تُحب»
هذا رأي صاند في الحياة والسعادة، هي الفتاة الغريبة الأطوار التي قررت أن تكتب باسم جورج صاند، اسم رجل، وأن تلبس ملابس الرجال، ظلت طوال شبابها تبحث عن الحب، وقعت فيه مرات، وخرجت منه بخسائر مرات، لكنها لم تتوقف عن الإيمان به. الحب بكل أشكاله، أحبت جدتها، أمها، أبيها، أطفالها، ورجالاً عديدين مروا في حياتها كان منهم الموسيقار العبقري شوبان. وبذلت كل الحب الذي تستطيع من أجل كل من أحبت.
«احم جيداً اللطف الذي بداخلك، تعلم كيف تمنح بدون تردد، كيف تخسر بدون ندم، كيف تكسب بدون دناءة»
تعلمت منذ طفولتها كيف تدافع عن حقوقها التي تهمها، استقلاليتها، حريتها. هذا ما يجذب في شخصية جورج صاند. أنها عاشت حياة صاخبة، ومنتجة في ذات الوقت.
«يصبح الإنسان سعيداً حين يعرف المكونات الضرورية للسعادة، ذوق بسيط، مقدار جيد من الشجاعة، إنكار للذات لدرجة معينة، حب العمل، وفوق كل ذلك ضمير مرتاح»
هذه المرأة عاشت في القرن التاسع عشر، إحدى أهم وأشهر كاتبات فرنسا في ذلك الوقت، كانت السبب الذي جعل جدتها تسامح أبوها على زواج لم تكن راضية عنه، جدتها سيدة المجتمع التي تربت عندها أورورا دوبان أو جورج صاند كما سمت نفسها وكما عرفها العالم. لم يكن هناك شيء بسيط في حياتها، وشجاعتها في الطريقة التي عاشت بها حياتها لا يمكن وصفها أنها قليلة أو خافتة، كانت تعيش كما تحب في وقت لم تكن المرأة تستطيع حتى أن تحصل على أموالها التي ورثتها بدون إذن من زوجها. يمكن لكل من يتحدث عن النسوية أن يقرأ سيرة هذه الكاتبة ليعرف كيف شقت نساء قبلهن حياة ليست سهلة لكنهم جعلوها ممكنة، لم تخف من رأي الناس، وتقبلهم لحياتها، كانت تعيش كما تحب، وتفرض على الناس تقبل ذلك.
«دعونا نقبل الحقيقة، حتى لو فاجأتنا، أو غيرت آراءنا»
جورج صاند، ما يميزها هو الصدق، كانت صادقة مع نفسها، ومع الآخرين. لم تجامل، طلبت الطلاق من زوجها حين أدركت أنها لا تستطيع العيش معه بالرغم من أنه حصل على ثمن باهظ من أجل هذا الطلاق. وفي علاقاتها كلها، كانت أيضاً صادقة مع نفسها والآخرين.
أصدقاؤها من الكتاب فلوبير، هوجو، بودلير، بلزاك، زولا، هنري جيمس، دوستويفسكي، تورجينيف وآخرون
اقرؤوا عن هذه الكاتبة المذهلة.
