في مجلة التمويل والتنمية التي يصدرها صندوق النقد الدولي وجدت معلومة مهمة تقول:
قد يحقق الإلغاء التدريجي لتشغيل الأطفال بتعويض العائلات الفقيرة التي تشجع أطفالها على البقاء في المدرسة مكاسب اقتصادية كبرى للاقتصادات النامية والتي تمر بمرحلة انتقال تبعاً لما جاء في دراسة أجراها مكتب العمل الدولي بجنيف.
إن السياسة الاجتماعية الجيدة هي أيضاً سياسة اقتصادية جيدة والقضاء على تشغيل الأطفال سوف يأتي بعوائد هائلة على الاستثمار وبتأثير لا يقدر بثمن على حياة الأطفال والأسر كما قال مدير عام مكتب العمل الدولي جوان سوما فيا.
لقد وجدت الدراسة أن صافي الأرباح السنوية سيبلغ حوالي 60مليار دولار بحلول عام 2020م إذا ما تم تشجيع الأطفال العاملين الذين يقدر عددهم بـ 246مليوناً على البقاء في المدرسة وتعلم مهارات أفضل ذلك أن كل سنة إضافية من التعليم حتى سن الرابعة عشرة سوف تحقق زيادة قدرها 11% في مكاسب المستقبل كل سنة تبعاً لما جاء في الدراسة.
وقرأت أن مجلس الوزراء الصيني أصدر لائحة حظر تشغيل الأطفال وتنص اللائحة على حظر تشغيل القاصرين دون 16عاماً، وبموجب هذه اللائحة لا يسمح لجميع الوحدات بما فيها الدوائر الحكومية والهيئات الاجتماعية، والمؤسسات الشعبية، والعائلات الصناعية والتجارية بتشغيل الأطفال دون 16عاماً. وتمنع الواسطة في هذا الشأن، كما يمنع الأطفال من مزاولة الأعمال الفردية وذلك من أجل حماية الأطفال بدنياً وعقلياً.
وفي المغرب أعلن عن إنطلاق برنامج لمحاربة تشغيل الأطفال، وفي السعودية حدثت خطوة إيجابية حين أعلنت المملكة عن تطبيق نظام التعليم الإلزامي.
وفي مقالة عن استغلال الأولاد كتبها لاتيا سورامونة يذكر احصائيات مؤلمة، فيشير إلى أن هناك أكثر من (200) مليون ولد ما بين الخامسة والرابعة عشرة من العمر مضطرون للعمل في العالم. ومن المؤسف أن الشركات تستغل الأطفال للحصول على أيد عاملة بأجور زهيدة!! فالشركات متعددة الجنسيات تستغل الأولاد في مصانعها وحقولها مثل شركات التبغ، والموز، والكاكاو وغيرها.
وفي عام 2001م تحدثت الصحف العالمية عن افتضاح أمر السفينة النيجيرية المبحرة من بنين وعلى ظهرها عدد كبير من الأولاد ليباعوا كعبيد في الغابون.
وتشير منظمة اليونسيف للعناية بالطفولة إلى أن أكثر من 200ألف طفل ومراهق في افريقيا الوسطى والغربية هم عرضة للبيع والشراء.
وفي البلدان الغنية أيضاً يوجد 2.5مليون ولد تحت الخامسة عشرة يضاف إليهم 11.5مليون مراهق يعملون في ظروف قاسية ويتعرضون للخطر في قطاعات الزراعة والبناء والنسيج وصناعة الأحذية.
وعندما عقدت قمة الأطفال العالمية في نيويورك في العام الماضي وبمشاركة (500) طفل قادمين من أكثر من مائة بلد، اعترف السيد كوفي عنان في افتتاحية القمة بقوله: “لقد فشلنا بشكل بائس في حماية الحقوق الأساسية للأطفال”.
وإذا نظرنا إلى أرقام واحصائيات اليونيسيف فسوف نؤكد الفشل الذي ذكره أمين عام الأمم المتحدة فهناك أكثر من نصف مليار طفل يتقاضون أقل من يورو واحد في اليوم، وأكثر من مائة مليون طفل لا يدخلون المدرسة بسبب الفقر أو التمييز، وفي كل سنة يموت 11مليون طفل تحت سن الخامسة أي 30الفاً يومياً أي وفاة واحد كل ثلاث ثوان. وأدت النزاعات المسلحة بين عامي 1990م و2000م إلى فقد أكثر من مليون طفل لأهاليهم أو فصلوا عن عائلاتهم وجند أكثر من 300ألف، وقتل أكثر من مليونين في الحروب الأهلية، وجرح 6ملايين أو تعرضوا للاعاقة الدائمة أو لتقطيع الأطراف وفقد 12مليوناً منازلهم وشرد 20مليوناً. وهناك أكثر من 700ألف طفل هم ضحايا الاتجار بالبشر المرغمين على معاناة ظروف العبودية، بسبب الطلب على اليد العاملة الرخيصة وتزايد الطلب على الصغار من فتيات وفتيان للتجارة الجنسية، بحسب ما تقوله الأمم المتحدة.
أمام هذا الوضع المأساوي نستمع إلى فتاة بوليفية وهي في الثالثة عشرة من العمر وتدعى غبرييلا ازوردي وكانت تشارك في قمة الأمم المتحدة للأطفال في العام الماضي حين صرخت معبرة عن جميع الأطفال المستغلين وأمام 70رئيس دولة ومئات الوزراء من 189بلداً. تقول “نحن ضحايا الاستغلال والتعسف من كل الأنواع. نحن أطفال الشوارع، أطفال الحروب، نحن الضحايا لا أحد يسمع أصواتنا، يجب أن يتوقف كل ذلك، نريد عالماً يستحقنا”.